المغرب يرد على البوليساريو باستخدام مسيرات ويسقط قتلى بين صفوفها

متابعات : مصطفى الرواص

لا تُفصح وسائل الإعلام المغربية عادةً عن المناوشات بين جبهة البوليساريو وقواتها في الصحراء. إلا أن هذه المرة، تم الإبلاغ عن هجوم للجبهة الصحراوية في مدينة “Mehbes” عندما كان يتم، وفقاً لهذه الوسائل، الاحتفال بالذكرى 49 للمسيرة الخضراء. وقد تم صدّ الهجوم عبر استخدام طائرة مسيّرة أطلقت صواريخ على عدة مركبات، مما أسفر عن مقتل عدة عناصر من جبهة البوليساريو، بينهم قائد من قادة الجبهة.

وأوضح موقع Le360: “اختير التوقيت ليكون رمزياً: الاحتفال بالذكرى 49 للمسيرة الخضراء في قلب الصحراء المغربية. وكان الهجوم يستهدف مدنيين تجمعوا بأعداد كبيرة للمشاركة في مراسم أقيمت بمدينة Mehbes في إقليم “Assa-Zag” يوم السبت. والهدف الواضح كان إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا. حيث قامت عناصر من الميليشيا المسلحة التابعة للبوليساريو بإطلاق ما لا يقل عن أربعة قذائف، سقطت على مقربة من موقع الاحتفال. وتم تنفيذ إطلاق النار من أربع مركبات دفع رباعي أتت من شرق الجدار الدفاعي”.

لم ترد تقارير عن وقوع ضحايا. وتم تحييد قادة العملية الإرهابية بفضل تدخل القوات المسلحة الملكية، التي نشرت طائرة مسيّرة لهذا الغرض، وكان من بين المستهدفين قائد رفيع المستوى من الجبهة يُدعى “Abdelaziz Ould Bariya” ورفاقه. وقد اعترفت الميليشيا الانفصالية الخاضعة لسيطرة النظام الجزائري بالهجوم، لكنها تجنبت استهداف المدنيين. ويذكر الموقع أن هذا الهجوم يذكر بما حدث في “Es-Semara” ليلة 28-29 أكتوبر، حيث استهدفت الهجمات أحياء مدنية، مما أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة ثلاثة آخرين، بينهم اثنان في حالة حرجة، إلى جانب خسائر مادية”. وكانت البوليساريو قد قررت، يوم 13 نوفمبر 2020، إنهاء اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع عام 1991 برعاية الأمم المتحدة.

من جهته، وجه الأمين العام لـ “Moviniento Saharahui por la Paz (MSP)”، “Hach Ahmed”، رسالة إلى المبعوث الخاص للأمم المتحدة للصحراء “Stafan di Mistura”، جاء فيها: “أتواصل معكم مجدداً لأعلمكم أنه قبل ثلاث ساعات فقط فقد ثلاثة أشخاص حياتهم، وأُصيب آخرون بجروح جراء تدخل الطائرات المسيّرة المغربية. ويبدو أن الهجوم وقع بعد إطلاق عدة قذائف سقطت بالقرب من بلدة “Mahbes”، شمال غرب الصحراء الغربية قرب الحدود الجزائرية. في عملية مشابهة، فقدت صديقاً شخصياً من أيام الطفولة، “Mohamed Ali Uld Ahmed Doula”. وقد تُرك ما لا يقل عن عشرة أطفال صحراويين أيتاماً. إن هذه المناسبة تدفعني مجدداً إلى لفت انتباهكم إلى الحاجة إلى تدخل عاجل لوقف ما يبدو بوضوح أنه حرب عبثية لا تُخلف سوى الخسائر البشرية، وتدمير العائلات، والدموع، ومزيد من الأيتام والأرامل. من الواضح أن عملية السلام في مأزق منذ سنوات، وليس أقل وضوحاً أن التضحية بالشباب الأبرياء لن تساعد في حلحلة العملية السياسية. إنها مفارقة كبيرة أن قوات الأمم المتحدة موجودة على الأرض ومع ذلك لا تستطيع منع موت الناس ومعاناة العائلات.

Exit mobile version