ديربي العار

ألغى اللاعب “كوريا” في اللحظات الأخيرة التقدم الذي منحه اللاعب “ميليتاو” لريال مدريد في مباراة أوقفها الحكم لأكثر من عشرين دقيقة بسبب إلقاء متكرر للولاعات من المدرج الجنوبي في ملعب “ميتروبوليتانو” نحو منطقة الحارس “كورتوا”.

تقديم :    نشرت جريدة الباييس في عددها الصادر مساء الأحد 29/09/2024 مقالا للصحفي “دافيد ألفاريس” يدور حول أحداث “ديربي العار” بين فريقي العاصمة ريال مدريد وأتلتيكو مدريد، حيث انتهت المباراة بالتعادل 1-1 بعد أن شهدت توتراً كبيراً نتيجة إلقاء مشجعي أتلتيكو مدريد ولاعات على الملعب، مما أدى إلى إيقاف المباراة لمدة عشرين دقيقة. كما يتناول المقال أداء الفرقين والتوترات داخل الملعب وخارجه.

المقال : “الباييس” 29/09/2024 / الصحفي دافيد ألفاريس :

   انتهى إحراج ديربي “الولاعات” بطريقة غريبة تتناسب مع نهاية الشوط الثاني. كان اللاعب ” لو نورماند ” – لاعب أتلتيك مدريد – ساقطا على الأرض بعد تلقيه ضربة على الرأس عندما حاول “تشواميني ” تسديد كرة رأسية قبل انتهاء الوقت مع حكم مستاء من مباراة اضطر لإيقافها لأكثر من عشرين دقيقة بسبب إلقاء أشياء من المدرج الجنوبي في ملعب “ميتروبوليتانو” على منطقة “تيبو كورتوا”. لم تفلح التحذيرات الصادرة عبر الميكروفونات ولا طلبات عدة لاعبين والمدرب ” سيميوني “. استمر الجمهور في إلقاء الولاعات، وعندما انتهت المباراة، ذهب لاعبو أتلتيكو مدريد للاحتفال فيما بينهم بالتعادل في اللحظات الأخيرة الذي سجله اللاعب “كوريا”، ما جعلهم وريال مدريد أقرب بنقطة إلى برشلونة الذي تعثر في “بامبلونا”.

   كان من المتوقع أن تكون المواجهة ملتهبة، لكنها بدت أكثر تركيزًا على الصراخ والصيحات الموجهة ضد اللاعب “فينيسيوس”؛ على الرغم من أن الجمهور تجاوز الحدود مرارًا وتكرارًا من الناحية البدنية.

  في البداية، تحولت التوترات المتوقعة إلى توازن بين المخاوف والحذر. تمركز فريق ريال مدريد بترتيب دفاعي أكثر من المعتاد، مع تشكيل 4-4-2 نظرًا لغياب اللاعب “مبابي” بسبب الإصابة. في المقابل، كان أتلتيكو مدريد ، الذي جهزه “سيميوني” بكل القوة الهجومية دفعة واحدة، حذرًا بدلاً من كونه مندفعًا. كان ريال مدريد يدافع بشكل جيد، لكن المضيفين لم يزعجوه كثيرًا. كانت المباراة تسير بخطى بطيئة في الاتجاهين. كانت الكرة تتحرك ببطء شديد لدرجة أنها بدت وكأنها تهدئ الجمهور مع تقدم الوقت. قرب نهاية الشوط الأول، بدأ ملعب “ميتروبوليتانو” في نسيان إطلاق الصيحات ضد “فينيسيوس”. كما – كان – تحرك البرازيلي بحذر في واحد من الملاعب التي يجدها صعبة، جنبًا إلى جنب مع ملعب “ميستايا”. وقع في خلاف مع “لو نورماند”، وبعد تنهد بسيط، ذهب لعناق المدافع.

    لعب “سيميوني” لأول مرة معًا كلاً من اللاعبين “غريزمان”، “جوليان ألفاريز”، و”سورلوث”. لقد وصل فريقه بالفعل إلى مستوى من الصلابة الدفاعية يمنح المدرب الراحة، لكنه لم يستغل بعد الإمكانيات الهجومية الكبيرة المتراكمة. حاول سيميوني دفع فريقه للقيام بالخطوة الأخيرة ضد واحد من أصعب المنافسين، وبدأ المحاولة مع تعثر بسيط كسره “جوليان “بانطلاقة من “روديجير” انتهت بتصدي كورتوا.

   نجح تنظيم المدرب “سيميوني” في خفض وتيرة اللعب في وسط ميدان ريال مدريد، الذي كان عالقًا إلا عندما ظهر اللاعب “بيلينجهام”، الهارب بين مدافعي – الخصم – الحمر والبيض. كما أن ريال مدريد كان يتحرك بالكرة وكأنها تزن طنًا. مع “فينيسيوس” المتخفي، كان أكثر اللحظات إثارة تأتي من تمريرات “كارباخال” و”مودريتش” أو تسديدات بعيدة من “فالفيردي” و”بيلينجهام”.

   كانت الليلة الهادئة تتخللها فقط لحظات بسيطة من فقدان التوازن، اختلالات طفيفة جدًا بين فريقين خائفين مما قد يحدث. كانت انطلاقات ريال مدريد الخاطئة توفر أفضل الفرص لأتلتيكو، الذي استفاد أيضًا من تمريرة طويلة من “غريزمان” للاعب “سورلوث” في سباق مع “روديجير” انتهى دون نتيجة.

  بدأ “سيميوني” في إجراء التغييرات في الاستراحة. ترك “مولينا” في غرفة الملابس وأدخل “كوكي”. كان تأثير التغيير سريعًا ولكنه قصير الأمد. أجبر أتلتيكو فريق الريال على التراجع حتى سدد “رودريجو” تسديدة خطيرة بعد ركلة ركنية منظمة، وعاد سيميوني لإجراء تعديل آخر: قبل مرور ساعة من اللعب، سحب “سورلوث” وأدخل “لينو” وأعاد “جوليان ” إلى المركز.

  كسر ريال مدريد حالة الهدوء بخدعة. تمركز “مودريتش” و”رودريجو” أمام الكرة لتنفيذ ركلة حرة، مع “فاليفيردي” يقف على بعد أمتار. كما فعلوا في الشوط الأول، وانتهى الأمر ب”فاليفيردي” بالتسديد. هذه المرة الثانية قاموا بنفس التصرف، لكن “مودريتش” استدار ليمرر الكرة إلى “فينيسيوس”، الذي أرسل عرضية انتهت بسقوط الكرة عند القائم الثاني للاعب “ميليتاو”. أثار هدف ريال مدريد غضب الجماهير وبدأت المباراة تنحرف.

  أخذ الحارس “كورتوا” عدة ولّاعات مرمية من المدرج الجنوبي إلى الحكم. حذر – هذا الأخير – الجماهير من أنهم إذا لم يتوقفوا عن إلقاء – هذه – الأشياء، فإنه سيوقف المباراة لبضع دقائق. رغم تدخل “كوكي”، لم يتوقف الجمهور. واصل الحارس “كورتوا” جمع الولاعات. أوقف الحكم الساعة وأرسل الفرق إلى غرف الملابس، بينما اقترب المدرب “سيميوني” و”خيمينيز” من المدرجات للتحدث إلى بعض الأشخاص المقنعين.

  عاد اللعب بعد عشرين دقيقة وحاول سيميوني استعادة السيطرة بإدخال اللاعبين “كوريا” و”ريكيلمي”. كان فريق الأتلتيكو يستعيد نشاطه بينما تراجع ريال مدريد الذي لم يقم بأي تغييرات. لم يتدخل المدرب “أنشيلوتي” إلا بعد أن تصدى “كورتوا” لتسديدة جيدة من لينو. دخل – المدافع – لوكاس فاسكيز بدلًا من “مودريتش”، وبعد قليل دخل “إندريك” بدلًا من “فينيسيوس”، الذي بعد الاستراحة تخلى عن حالته الهادئة الأولى وانخرط في مشاجرات مع “كوكي” و”يورينتي”.

   حصل أتلتيكو مدريد على مكافأته بفضل انطلاقة فاز بها “كوريا” على “ميليتاو”. راوغ الأرجنتيني “كورتوا”، الذي كان على الأرض بالفعل، وسجل هدف التعادل الذي احتفل به أتلتيكو في ديربي العار.

Exit mobile version