مجموعة من المهاجرين من أصول أفريقية جنوب الصحراء والجزائر وتونس انضمت إلى المغاربة الذين حاولوا الوصول دون جدوى إلى الأراضي الإسبانية يوم الأحد.
تقديم :
هذا المقال منشور بجريدة الباييس الإسبانية أمس الإثنين 16/09/2024 للصحفية خوانا فيوديز حاولنا ترجمته وتقديمه إلى القارئ المغربي خصوصا والعربي عموما نظرا لأهميته ومحاولتنا الوقوف على تصور الإسبان لما يقع بمدينة سبتة السليبة. وتتمحور الفكرة الرئيسية لهذا المقال حول الجهود المبذولة من قبل السلطات المغربية والإسبانية لاحتواء محاولات الهجرة غير القانونية إلى مدينة سبتة – السليبة -، الواقعة تحت السيطرة الإسبانية. وتواجه هذه المدينة ضغوطًا مستمرة نتيجة تزايد محاولات دخول المهاجرين من المغرب ودول جنوب الصحراء الكبرى. وقد أشادت وزارة الداخلية الإسبانية بالتعاون المغربي، الذي ساعد في إحباط تلك المحاولات عبر الحدود البرية والبحرية. في الوقت نفسه أشار المقال إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المغاربة والتي قد تكون أحد أسباب تزايد هذه المحاولات، بالإضافة إلى تراكم المهاجرين من دول أخرى.
بدأت مدينة سبتة – السليبة – هذا الأسبوع تحت الضغط بعد أن شهدت يوم الأحد عدة محاولات جماعية لدخول المدينة عبر السياج الحدودي. وكانت دعوة – وجهت – عبر وسائل التواصل الاجتماعي للعبور الجماعي في 15 سبتمبر قد وضعت السلطات المغربية والإسبانية في حالة تأهب. وتم صد المهاجرين الذين حاولوا الوصول إلى الأراضي الإسبانية بقوة من قبل الشرطة المغربية، سواء عبر الحدود البرية أو البحرية. وفي المدينة الذاتية الحكم، حيث تم نشر تعزيزات أمنية، خاصة من وحدات مكافحة الشغب التابعة للحرس المدني والخدمة البحرية، تم العمل أيضًا على ردع من حاولوا الدخول. وقد أشادت وزارة الداخلية – الإسبانية – بـ “الجهد الكبير” الذي بذله المغرب لمنع الدخول غير القانوني، مما سمح “بالسيطرة على الوضع”. “التوتر سيستمر على الأقل لبضعة أيام”، كما أفادت مصادر في الوزارة، مشيرين إلى الضغط الكبير الذي يعاني منه المغرب أيضًا فيما يتعلق بالهجرة.
الحذر – أيضا – يسيطر على تفسير الأسباب المحتملة لهذه المحاولات الجماعية الأخيرة. بالإضافة إلى الدعوة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، هناك أيضًا تراكم للمهاجرين القادمين من دول أخرى، وربما أثرت أيضًا حالة الملل بين المغاربة أنفسهم بسبب وضعهم الاقتصادي. “قد يكون هناك تزامن لعوامل متعددة”، كما أفاد وزير الداخلية، الوزير فرناندو غراندي-مارلاسكا، على مدى شهور، تراكم المهاجرون في شمال المغرب، وخاصة من أفريقيا جنوب الصحراء، بهدف الوصول إلى الاتحاد الأوروبي، ومن المحتمل أنهم استغلوا الفرصة. كما توجد – أيضا – مجموعات من التونسيين والجزائريين، كما هو واضح من صور العمليات، رغم أن غالبية من حاولوا العبور هم مغاربة، وفقًا لمصادر مختلفة.
وصول المهاجرين عن طريق السباحة، خاصة المغاربة ومعظمهم من القصر( القاصرين )، وضع سبتة – السليبة – على حافة الانهيار في الأشهر الأخيرة. وقد قدمـــــت الحكومة المحلية -الذاتية -عدة طلبات لحكومة بيدرو سانشيز لمساعدتها في إدارة رعاية القصر (القاصرين) ــ حيث لديهم قدرة معترف بها لاستقبال 130 طفلاً، ويوم الاثنين كانوا يتحملون رعاية 523 قاصرًا ــ كما أن مركز إقامة المهاجرين المؤقت (CETI)، الذي يستقبل المهاجرين واللاجئين مؤقتًا، يعمل أيضًا فوق طاقته الاستيعابية.
يوم الأحد، ومع تواجد أغلب القوات المغربية على الساحل وعلى الطريق المؤدي إلى الحدود، انتقلت المحاولات إلى محيط الحدود. “هذا يشبه البالون، إذا ضغطت على جانب، يجب أن يخرج الهواء من جانب آخر”، يوضح مصدر على دراية بالوضع العام بالهجرة في سبتة – السليبة – . “90% من المحاولات كانت موجهة نحو السياج”، يضيف.
“لم يحدث شيء هذه المرة لأن المغرب بذل جهدًا كبيرًا، حيث نشر فرقًا مهمة من الدرك وغيرها من القوات على جانبه من الحدود ونجح في منعها”، يؤكد أغوستين ليال، المتحدث باسم جمعية الحرس المدني الإسباني (Jucil)، وهي الجمعية الرئيسية للحرس المدني. وقد اقترحت هذه الجمعية عدة مرات إجراءات محددة لتعزيز السيطرة على الحدود الجنوبية لأوروبا، وخاصة في مدينتي سبتة ومليلية – المحتلتين – ، مثل زيادة عدد الحراس المدنيين وضباط الشرطة الوطنية في هذه المناطق، واستخدام الطائرات بدون طيار والمستشعرات، وتعزيز التعاون مع السلطات المغربية ودول أخرى في شمال أفريقيا.
تركزت محاولات الدخول من الجهة الأقرب إلى نقطة حدود “تارا خال”، حيث تمكن المهاجرون من تحطيم جزء من السياج المغربي. في مدينة كاستييخوس الساحلية (المعروفة باسم الفنيدق بالعربية)، حيث يُعتاد القفز إلى البحر، شهدت أيضًا مواجهات عنيفة جدًا بين المهاجرين والشرطة المغربية، وفقًا لمصادر سمعت شهادات عن الأحداث التي وقعت ليلة الأحد على الجانب المغربي.كما تجمع مجموعة من المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء في جبال بلدة “بليونيس” المغربية، الواقعة بالقرب من حي بنزو في شمال سبتة. “هذا سيستغرق يومين أو ثلاثة، ثم سيهدأ الوضع”، يأمل ضابط متمركز في المدينة الذاتية الحكم. يعتمد جميع من تم التواصل معهم على قدرة السلطات المغربية على احتواء الوضع في الأيام المقبلة.”