سياسة

“سانشيز يعرض إسبانيا بوصفها سوقا ‘آمنا’ للشركات الصينية

تطلب الحكومة من الصين ‘إزالة الحواجز التنظيمية ورفع القيود’ للسماح بدخول الشركات الإسبانية.

تقديم :

يعرض المقال الذي بين أيدينا : “سانشيز يعرض إسبانيا بوصفها سوقا ‘آمنا’ للشركات الصينية في ظل ‘الحرب التجارية’ بين الاتحاد الأوروبي والعملاق الآسيوي” للكاتب الصحفي “راؤؤل بينا” المنشور بجريدة “الموندو” اليمينية علاقة جارتنا الشمالية إسبانيا بالعملاق الأسيوي الصين. ونظرا لأهميته ارتأينا تقديمه للقارئ المغربي والعربي بعد إدخال بعض التغييرات البسيطة عليه ليلائم اللغة العربية وتقنيات الكتابة عبى الويب .ونستطيع أن نستشف من خلاله النقط الآتية :

1. إسبانيا كوجهة آمنة للاستثمار الصيني: يعرض رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، إسبانيا كسوق آمن وجذاب للاستثمارات الصينية وسط التوترات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والصين، خاصة فيما يتعلق بالسيارات الكهربائية ولحم الخنزير.

2. اختلال الميزان التجاري بين إسبانيا والصين: المقال يشير إلى وجود خلل كبير في الميزان التجاري لصالح الصين، حيث تستورد إسبانيا من الصين أكثر بكثير مما تصدره إليها. يسعى سانشيز إلى تقليل هذا الاختلال من خلال تعزيز العلاقات التجارية.

3. دور سانشيز في تعزيز العلاقات الاقتصادية: خلال زيارته الرسمية إلى الصين، شارك سانشيز في عدة منتديات اقتصادية لتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين، مع التركيز على قطاعات مثل السيارات الكهربائية والهيدروجين الأخضر والسياحة.

4. طلب إسبانيا إزالة الحواجز التنظيمية: دعت الحكومة الإسبانية الصين إلى إزالة الحواجز التنظيمية ورفع القيود للسماح بدخول الشركات الإسبانية إلى السوق الصيني بشكل متكافئ.

5. التعاون المشترك في أسواق أمريكا اللاتينية وإفريقيا: تسعى إسبانيا إلى تعزيز الشراكة التجارية مع الصين، ليس فقط على مستوى التبادل الثنائي، بل أيضًا من خلال التعاون في دخول أسواق أمريكا اللاتينية وإفريقيا.

 وإليكم المقال :

راؤول بينا / Raul Pina

جريدة الموندو 10/09/2024

   أشرق يومً رماديً في شنغهاي، حيث ناطحات السحاب بدأت تتشكل تحت شمس لم تتمكن بعد من شق طريقها. الرطوبة تجعل الحرارة أكثر كثافة. الغيوم الكثيفة تلوح في الأفق، على شكل عاصفة تجارية، نتيجة التوترات بين الصين والاتحاد الأوروبي بسبب الرسوم الجمركية المفروضة على السيارات الكهربائية الصينية ورد الفعل الصيني كان بفتح تحقيق في صناعة لحم الخنزير، وهو قطاع رئيسي بالنسبة لإسبانيا. بيدرو سانشيز، الذي يزور الصين رسميًا، رفع المظلة لحماية علاقتنا التجارية ويقدم بلدنا كوجهة ‘جذابة’ و’آمنة’ للاستثمارات الصينية.

   رحلة رئيس الحكومة، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية، لها هدف واضح: السعي لتصحيح الخلل في الميزان التجاري، الذي يظهر فجوة بنسبة 90% لصالح الصين. بيانات لتوضيح هذا الخلل:

  •  بلغت الواردات الإسبانية من الصين، في النصف الأول من عام 2024، 20.746 مليون يورو. بينما بلغت الصادرات الإسبانية إلى الصين، في نفس الفترة، 3.474 مليون يورو، وفقًا لبيانات مؤسسة مجلس إسبانيا الصين.
  •  في عام 2023، استثمرت الصين في إسبانيا 131 مليون يورو. من جهتها، استثمرت إسبانيا بالكاد في الصين 91 مليون يورو.
  • في عام 2022، بلغت الاستثمارات الصينية في إسبانيا 11.347 مليون يورو. من جهة أخرى، بلغت استثمارات إسبانيا في الصين 4.761 مليون يورو.

‘علينا تحقيق توازن في العلاقات التجارية’، تعرب عدد من مصادر من الحكومة. ولتحقيق ذلك، في ثلاثة أيام من الرحلة، تدخل سانشيز في ثلاث منتديات تجارية. أحدها في شنغهاي، صباح الثلاثاء، بحضور 200 شركة إسبانية و400 شركة صينية. و’كما يقول المثل الصيني: من السحب الأشد سوادًا، يسقط الماء الأنقى’، اختصر الرئيس، في نداء للحفاظ على العلاقات التجارية، متجاوزًا دقات ‘الحرب التجارية’ التي تسمع من بعيد.

 * عرض القوة الاقتصادية، وتقديم إسبانيا كواحدة من أسرع الاقتصادات نموًا، وإبراز تنافسية الشركات الإسبانية وابتكاراتها كانت بعض الحجج التي استخدمها.

* عرض ‘إطارًا قانونيًا قويًا وشفافًا’، بالإضافة إلى ‘نظام تجاري ديناميكي يتمتع بمعرفة تكنولوجية متقدمة في العديد من المجالات.

* وإلى جانب ذلك، لدينا رأس مال بشري مؤهل للغاية، قابل للتكيف، ويمتلك تخصصًا متزايدًا’.

   قام سانشيز بتفصيل القطاعات التي يمكن أن تثير اهتمام الصين، بالإضافة إلى فتح المجال أمام الشركات الإسبانية في فضاء العملاق الآسيوي – في مجال -: السيارات الكهربائية، الهيدروجين الأخضر، البنية التحتية المستدامة، الاقتصاد الدائري، كفاءة الطاقة، الخدمات الرقمية، الزراعة المستدامة، السياحة أو المالية. ويضيف في مداخلته: ‘لا يجب أن نفوت هذه الفرصة لكي يسود ما يجمعنا. فيما يخص الاختلافات المحتملة، يجب أن نتضافر لتجاوز الصعوبات’، وطالب بـ’الاحترام المتبادل، والأهداف المشتركة، وكذلك التحالفات المبتكرة’.

  بين عامي 2012 و2022، تركزت الاستثمارات الصينية في إسبانيا بشكل أساسي على الطاقة، الخدمات العقارية وقطاع العقارات. وبين عامي 2012 و2022، كانت الاستثمارات الإسبانية في الصين بارزة بشكل خاص في المنتجات الصيدلانية والخدمات المالية، وفقًا لبيانات مؤسسة مجلس إسبانيا الصين.

  لكن رسالة الحكومة الإسبانية ليست فقط تقديم إسبانيا كوجهة ‘آمنة’، بل أيضًا استغلال المنتدى الاقتصادي المنعقد في مدينة شنغهاي لتوجيه رسالة إلى الحكومة الصينية. لم يفعل ذلك رئيس الحكومة، بل فعلته سكرتيرة الدولة للتجارة، أمبارو لوبيز سينوفيلا، التي طلبت ‘تسهيل دخول الشركات الإسبانية’، مطالبةً بـ’إزالة الحواجز التنظيمية ورفع القيود’ لخلق ‘ظروف سوق متكافئة تسمح بالمنافسة البناءة على قدم المساواة’.

  هناك جانب آخر يهم إسبانيا بشكل خاص. وهو ليس سوى الشراكة التجارية مع الصين لتعزيز دخولها إلى سوق أمريكا اللاتينية، بينما سيعمل الآسيويون – على تذليل الصعوبات – للدخول إلى إفريقيا، باعتبارهم مركبة رئيسية لولوج الشركات والاستثمارات الإسبانية إلى هذا القارة.

 وقال سانشيز في هذا الصدد: ‘لا نريد أن تقتصر علاقتنا على التبادلات الثنائية فقط بل نطمح إلى تمديدها إلى أسواق أخرى. الشركات الإسبانية والصينية تعمل بالفعل كشركاء عالميين، وتجمع بين قدراتها’، مضيفا:’على سبيل المثال، في أمريكا اللاتينية، أنا مقتنع بأننا يجب أن ندفع تعاوننا في الأسواق ذات الإمكانات الهائلة مثل القارة الآسيوية والقارة الأفريقية’.”

مصطفى الرواص

الإشراف اللوجيستيكي والفني والمالي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى